ظهرت الصحافة الاستقصائية مع بداية تطور مفهوم الصحافة ودورها في المجتمع واتجاهها الى الإبراز والتركيز والتحري عن
قضايا معينة تحدث في المجتمع، خاصة جوانب الانحراف والفساد ونتيجة لذلك سمي محرروها بالمنقبين عن الفساد. اعتمد الصحفيون المختصون في الاستقصاء في حركتهم الصحفية على نشر التحقيقات الصحفية الكاشفة المبنية على وثائق رسمية وخاضعة لمراقبة الخبراء، وبرزت حركة المنقبين عن الفساد كقوة مهمة عام 1906 يعود الفضل إليها في العديد من الإصلاحات التي تمت في المجتمع الغربي وهنا ما أحوجنا إلى مثل هذا النوع في بلد كموريتانيا يعيش في طور تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية كبيرة . ويجري فيه الحديث بقوة عن تجديد الطبقة السياسية ومحاربة الفساد وتغيير العقليات واستبدال ممارسات معينة بأخرى يجري الترويج على نطاق واسع لكونها مختلفة تماما عما كان قائما منذ عقود. من هنا تبرز الحاجة للصحافة الاستقصائية ولإجراء المزيد من الأعمال الصحفية الكبرى التي تتطلب تحقيقات وقصص استقصائية تعالج ما كان مستورا وتفضح قضايا كبيرة مالية واقتصادية وبيئية واجتماعية تطال مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية. الحاجة لمثل هذه الاستقصاءات تمليه ضرورة الإصلاح والسير بالمجتمع وبالبلد وبطبقته السياسية وأصحاب المال وأصحاب القرار وذوي النفوذ نحو ما هو أكثر وأقرب الى الشفافية والحقيقة.