أحمد علوي
يلعب المواطنون الصحفيون دورا هاما في نقل الصورة وتكوين مداركنا تجاهها فى مناطق النزاع الملتهبة، ، لكن ماذا لو كانت الصورة خاطئة؟
في كثير من الأحيان تؤثر إيديولوجية المواطن الصحفي وانتمائه السياسي فى عملية نقل الأخبار محاولة منه لكسب اكبر تأيد ممكن من المجتمع الإقليمي والدولي، والمواطن الصحفي فى المناطق الملتهبة سياسيا او التي يسودها النزاعات تحول الى مراسل لكبريات الصحف الدولية، فالصحف والمحطات ألكبري أصبحت تعتمدا كبيرا على الصور واللقطات المتداولة على شبكة الانترنت والتي سبق وأنتجها مواطنون صحفيون ففي الانتفاضة السورية على سبيل المثال اعتمدت الكثير من الفضائيات على اللقطات المرسلة من النشطاء والتي تتسم في بعض الأحيان بالتحيز وعدم الموضوعية خاصة انها مرسلة عبر طرف يشارك فى النزاع السوري فهي بذلك تتنافى مع معايير المهنية، لانها ربما تصور جانباً واحداً فقط فى النزاع وهو جانب المعارضة اللذين ربما يميلون الى نشر الفيديوهات التى المؤيدة لوجهة نظرهم فقط،
ففى مايو 2012 نشرت BBC News صورة كانت قد تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي قالت البي بي سي أنها لمجزرة ارتكبها النظام السوري في الحولة ضد شعبه، ليتضح فيما بعد انها صورة التقطت بالفعل في 27 مارس 2003، ويظهر من خلالها فتى عراقي يقفز فوق العشرات من الجثث الموضوعة داخل اكياس بيضاء عثر عليها في صحراء جنوب بغداد، سقطت BBC Newsفى خطأ مهني فادح باعتمادها على صورة قدمها مواطنون صحفيون دون التأكد من صحتها.
يقول di Lauroالمصور الذي التقط الصورة عام 2003 فى العراق وهو مصور صحفي يعمل لدى وكالة Getty Images picture يقول : عدت الى المنزل فى تمام الساعة الثالثة وفتحت صفحة BBC New الرئيسية لأجد الصورة التي فمت بتصويرها منذ ما يزيد عن 9 أعوام تتصدر صفحة BBC New الرئيسية كنت مندهش حقا كيف لمؤسسة كبري مثل BBC New لا تتحقق من مصادر وكيف انها على استعداد لنشر أية صورة أرسلت لها من قبل أي شخص ناشط سياسي او الصحفي مواطن أو أيا كان.